هل التصميم الداخلي يؤثر على سعادتك؟

هل سبق و ذهبت إلى مقهى جميل جعلك تشعر بالسعادة و انك اكثر إنتاجية؟

كل منا يسعى إلى أن يكون نهاره جميل، و بمزاج جيد كل يوم، لكن هل سبق و فكرنا انّ منزلنا هي اول مؤثر على مزاجنا؟

كيف يؤثر التصميم الداخلي على صحتك الجسدية والنفسية؟

كلنا مررنا بفترة وباء كورونا، حيث التزمنا بالحجر المنزلي، اي عملنا، درسنا، تعلمنا، وواجهنا الحياة، كلها من المكان ذاته، مع كل أفراد العائلة.

المشاكل والضغوطات النفسيه التي سيطرت على العالم، لا تعد ولا تحصى.

وهذا ما جعلني افكر بمدى أهمية مساحة منازلنا حيث نعمل ونتطور ونمارس نشاطاتنا اليومية.

وفقا لعلم النفس الغشتالي (Gestalt) ، فرغم ان أعيننا تلتقط المعلومات باستمرارية، الا ان ادمغتنا تعمل على تبسيط و تلخيص كل شيء إلى نمط يمكن التعرف عليه.

ذلك عبر انسجام و خلق تماسك يجعل التعرف على المعلومات أمرا سهلا.

تجمع ادمغتنا التفاصيل المتكررة والمتشابهة بشكل اسرع مما اذا كان عليها دمج تفاصيل غير مترابطة. وهذا ما يجعلنا اكثر هدوءاً بشكلٍ لا شعوري في مكان عام.

يسمح تناسق العناصر في الغرفة، بتدفق الطاقة بسلاسة و بشكل متساوٍ.

ولكن عليك أن تعلم، ان التوازن يجب أن يكون أكثر أهمية من التناظر، فهاتان الأخيرتان، امران مختلفان.

عام ٢٠١٩ على سبيل المثال، قام معهد علوم الدماغ التابع لكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز بتطوير مشروع بعنوان " الفضاء و الوجود" في معرض الأثاث الدولي في ميلانو.

كانت المناسبة الأولى، حيث وجد فيها علم الجماليات العصبية الناشىء في المقدمة و المركز في حدث تصميم عالمي مؤثر.

و قد قام زوار هذا المعرض، بارتداء أربطة معصم تقيس مدى استجاباتهم النفسية خلال مرورهم في ثلاث غرف مختلفة. فتلك كانت طريقة قائمة على بيانات لإظهار، كيفية تأثير التصميمات او مفروشات الغرف على صحتنا النفسية و الجسدية.

دائماً ما نرى مصممين داخليين رائعين حولنا، لكن هل يعرف هؤلاء شخصيتك ، ذوقك او حتى نمط حياتك ليصمموا منزلك او مكان عملك وفق ذلك؟ او هل واجهت مصمم قد عرض عليك صور و تصاميم ثلاثة الأبعاد لموضة جديدة دون فهم عميق لأسلوب حياتك؟

بعض عناصر التصاميم الداخلية، قد تؤثر على صحتنا و تصاميم مساحتنا منها:

الوظيفة والفوضى والرحاب والتوازن والاستمرارية وضوء الشمس (النوافذ)، والألوان و الضوء الازرق (شاشة الكمبيوتر، الهواتف الذكية)، والأشكال والموسيقى والنباتات والأزهار.

اذا التصميم الداخلي ليس فقط من أجل إنشاء منزل جميل، بل لجعله مكان اكثر سعادة وصحة.

لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع، لتأمين الرفاهية، فما يتناسق مع غيرك ليس من الضرورة ان يتوافق معك أيضا.

رغم ذلك، لا شك حول ان السعادة تبدأ من منازلنا وان التصميم الداخلي الخاص بك يعزز رفاهيتك وصحتك ويؤثر على حياتك اليومية.